ميقاتي معلقا على قرار اليونيسكو: يشكل انتصارا للحق وصفعة مدوية للعدو الاسرائيلي
لماذا قد يكون السلام في الشرق الأوسط بعيداً عن متناول ترامب؟
ذكرت صحيفة “South China Morning Post” الصينية أن “إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر تأتي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تقلبات كبيرة. لقد وعد الرئيس المنتخب بإنهاء كل الحروب، وبطريقته المتسرعة وغير المتوقعة المعتادة، تعهد بحل الصراع في أوكرانيا في غضون 24 ساعة من توليه منصبه ومساعدة إسرائيل في إنهاء عملياتها في غزة ولبنان بسرعة. ومع ذلك، فإن الشرق الأوسط مكان معقد، وسوف يواجه ترامب صعوبة كبيرة في الموازنة بين دعمه المتحمس لإسرائيل وطموحاته الأخرى في المنطقة، وخاصة في ظل الديناميكيات المتغيرة بين إيران ومنافستها المملكة العربية السعودية”.
انهيار المحادثات بين إسرائيل وحماس
وبحسب الصحيفة، “لقد طغت الانتخابات الأميركية على إعلان قطر أنها توقفت عن دورها كوسيط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فقد عملت هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط بجد على مدار العام الماضي لمحاولة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وفي هذه العملية، استفادت بشكل جيد من علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، التي لديها أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط في قطر، ومع حماس، التي تتخذ قيادتها السياسية ومكتبها من الدوحة مقراً لها. وقد اعتقدت قطر أن هذا من شأنه أن يساعدها في اكتساب ثقة الأطراف المتحاربة، ولكن جهودها لم تسفر عن شيء أكثر من وقف إطلاق نار قصير في العام الماضي، أسفر عن إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة إسرائيلي في مقابل 240 سجيناً فلسطينياً. وهناك عدة أسباب وراء ذلك”.
وتابعت الصحيفة، “من ناحية، لا يستطيع الجانبان تجاوز نقطتين رئيسيتين عالقتين. فقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القضاء على حماس تمامًا، مستبعدًا أي هدنة مؤقتة، في المقابل تطالب حماس بإنهاء القتال بشكل كامل والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من غزة. وفي الوقت عينه، فشلت واشنطن في لعب دور ذي مغزى في المحادثات. ففي حين أكدت مرارًا وتكرارًا رغبتها في وقف إطلاق النار، لم تمارس إدارة جو بايدن في أي وقت ضغوطًا ملموسة على إسرائيل تتجاوز الخطاب الدبلوماسي، كما رفضت قطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل.وبدلاً من ذلك، وافقت على بيع أسلحة بقيمة 20 مليار دولار أميركي لإسرائيل في آب، وهذا يعني أن نتنياهو لم يكن لديه سبب مقنع لتغيير مهمته”.
بحسب الصحيفة، “مع تلاشي فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ارتفعت الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان، ويقال إن واشنطن انخرطت في جهود دبلوماسية مكثفة لحمل إسرائيل وحزب الله على التوصل إلى أرضية مشتركة لإنهاء القتال هناك. وتريد إسرائيل نزع سلاح حزب الله ودفعه إلى الوراء، على الأقل إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان مع إنشاء منطقة أمنية بينهما. كما وتريد الاحتفاظ بحقها في ضرب حزب الله إذا لزم الأمر، وهو ما من المرجح أن ترفضه السلطات اللبنانية. لقد نجحت إسرائيل إلى حد كبير في إضعاف حزب الله في عمليات القصف والغزو البري لجنوب لبنان على حساب الخسائر البشرية الهائلة بين المدنيين. ولكن كما فشلت إسرائيل في القضاء على حماس، فإنها لم تنجح حتى الآن في شل قدرة حزب الله إلى الحد الذي قد يضطره إلى قبول وقف إطلاق النار بشروط إسرائيل، كما ولا يزال الحزب يمتلك القدر الكافي من القوة السياسية والعسكرية التي تمكنه من البقاء صامداً”.
تغير الديناميكيات الإقليمية
بحسب الصحيفة، “الآن يعود ترامب إلى المشهد. لقد عزز انتصاره الانتخابي من عزيمة حكومة نتنياهو إلى الحد الذي دفع وزير ماليته، بتسلئيل سموتريتش، إلى مطالبة السلطات المعنية بالاستعداد للضم الرسمي للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. لقد كان ترامب مؤيدًا ملتزمًا لإسرائيل لفترة طويلة. فخلال رئاسته الأولى، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمر بنقل السفارة الأميركية إلى هناك، كما اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا عام 1967. وانتقد ترامب إيران باعتبارها الشرير الحقيقي في المنطقة وسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني المتعدد الأطراف، كما حرض على اتفاقيات إبراهيم، التي بموجبها قامت عدة دول عربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
ورأت الصحيفة أن “حربي غزة ولبنان، فضلاً عن التبادلات العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران على مدى العام الماضي، غيرت من النسيج الإقليمي. وأعرب ترامب عن دعمه الثابت لإسرائيل ضد حماس وحزب الله، ومن المرجح أن يحيي حملته “للضغط الأقصى” ضد إيران، وقد يتضمن هذا خنق طهران بعقوبات صارمة وحظر صادراتها النفطية، مع السعي إلى عزلها دولياً. وفي الوقت نفسه، يريد ترامب أيضاً تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المربحة لأميركا مع الحكومات العربية في المنطقة، ولكن هذه البلدان اهتزت بسبب حجم العمليات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ونتيجة لهذا، تولت المملكة العربية السعودية زمام المبادرة مؤخرا في التعبير عن معارضتها الشديدة لإسرائيل، كما جعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الطريق نحو دولة فلسطينية مستقلة شرطا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وعلاوة على ذلك، تعمل الرياض على تعزيز التقارب المستمر منذ أكثر من عام مع منافستها إيران، فقد التقى وزيرا دفاع البلدين في نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب مناورة عسكرية مشتركة شاركت فيها قواتهما البحرية. بالإضافة إلى ذلك، دعا سلمان إلى اجتماع لقادة عرب ومسلمين في الرياض لصياغة موقف توافقي في التعامل مع إسرائيل وإدارة ترامب القادمة”.
إلى أين يتجه كل هذا؟
وبحسب الصحيفة، “سوف يحتاج ترامب إلى إيجاد التوازن بين التزامه بإسرائيل والحفاظ على العلاقات الوثيقة لأميركا مع حلفائها العرب التقليديين، وسيكون هذا حاسما لإنهاء حروب الشرق الأوسط وصد إيران. لم تعد طهران عرضة لسموم ترامب كما كانت في الماضي، فهي أكثر قوة عسكريا وتتمتع بعلاقات استراتيجية قوية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، فضلا عن تحسن العلاقات مع الدول العربية الإقليمية. ونظرا لغياب وقف إطلاق النار في غزة، والأمل الضئيل في وقف القتال في لبنان، وتعنت نتنياهو، وملاحقة ترامب لسياسة “إسرائيل أولا”، فمن المرجح أن تستمر تقلبات الشرق الأوسط”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|